الدوافع الدينية وراء حروب إسرائيل التوسعية- قراءة في التوراة وسردية الصراع

المؤلف: عياد أبلال09.12.2025
الدوافع الدينية وراء حروب إسرائيل التوسعية- قراءة في التوراة وسردية الصراع

لم يقتصر الأمر على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، زعيم حزب الليكود، أو وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، أو حتى وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، حول نوايا إسرائيل في ضم أراضٍ عربية استجابة لما يرونه نداءً من التوراة. بل إن هذه التصريحات ليست سوى جزء من تيار أوسع يتبنى هذه المزاعم الصهيو-دينية. وطالما أن الأسس الدينية لقيام دولة إسرائيل تحظى بتأييد واسع من غالبية اليهود، وخاصةً داخل إسرائيل، فإننا سنشهد المزيد من هذه الدعوات، باستثناء بعض يهود الشتات الرافضين للصهيونية من جذورها، والذين آثروا عدم الهجرة أو التهجير إلى إسرائيل.

إن الخلفية الدينية لمشروع "مملكة إسرائيل الكبرى"، أو ما يعرف بـ "أرض الميعاد" أو "أرض كنعان"، وهو مخطط صهيوني يهدف إلى استيطان منطقة الشرق الأوسط برمتها، كانت جلية وبارزة في تصريحات قادة إسرائيل العسكريين والسياسيين منذ حرب عام 1967، وحتى قبل ذلك بعقود. هذه الخلفيات تتخلل أقوال أقطاب الصهيونية منذ انعقاد مؤتمرها الأول، وهي ذات المرجعيات التي استندت إليها "صفقة القرن" أو ما تسميها الإدارة الأميركية، وكذلك الإسرائيلية، بمصطلح "الشرق الأوسط الجديد".

لا يزال العالم يتذكر جيدًا خطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 27 سبتمبر/أيلول 2024، عندما استعرض خريطة ملونة باللون الأخضر لما أسماه "الشرق الأوسط الجديد"، والذي يشمل مساحة واسعة من الأراضي العربية تمتد من منطقة الخليج وصولًا إلى مصر. لم يكن معظم الحاضرين على دراية بأن هذه الخريطة لم تكن خارطة سلام في المنطقة، ولا تجسيدًا لـ "اتفاقيات أبراهام" التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية في محاولة لتجميل صورة الكيان المحتل المتهم بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في المحكمة الجنائية الدولية، بل كانت في حقيقتها خريطة "إسرائيل الكبرى" المزعومة.

وقد تجلى هذا الأمر بجلاء في تصريحات نتنياهو الأخيرة لقناة "i24News" الإسرائيلية، حيث أعرب بوضوح عن طموحه في تحقيق الحلم والرؤية المتعلقة بـ "إسرائيل الكبرى"، معتبرًا نفسه في مهمة تاريخية وروحية لتحقيق هذا الهدف.

لذا، فإن قيام إسرائيل وحروبها المتكررة في المنطقة تتخذ في المخيال الإسرائيلي أبعادًا دينية مقدسة، حيث تترسخ مفاهيم مثل "أرض الميعاد"، و"مملكة إسرائيل"، و"شعب الله المختار"، و"هيكل سليمان"، و"عودة المسيح المنتظر"، وغيرها من المفاهيم التي تشكل الأسس الصلبة للسردية الدينية-الصهيونية لإسرائيل.

القتل المقدس من أجل أرض الميعاد

لا يضمر أغلب اليهود إيمانهم الراسخ بأن أرض كنعان، وهي فلسطين التاريخية، منذ ما قبل العصر الروماني الزاهر، هي الأرض التي وعد الله بها بني إسرائيل، ذرية النبي إبراهيم من إسحاق ويعقوب. هذا الاعتقاد يشكل التبرير الأيديولوجي والديني لقيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين في حدود عام 1948، وللحروب الاستيطانية اللاحقة في أعوام 1956 و1967 و1973 وغيرها، والتي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا، وتشمل أيضًا الاعتداءات الاستيطانية على لبنان وسوريا، وحتى إيران.

التبرير الذي تسوقه الحكومات الإسرائيلية لهذه الحروب هو ذاته الذي استخدمه الصهاينة عند تأسيس الدولة، بالادعاء بأن فلسطين "أرض بلا شعب"، متجاهلين وجود شعب تاريخي أصيل يمتلك هذه الأرض. ويستندون في ذلك إلى زعمهم بأن هذه الأرض كانت منذ الأزل هبة ومنحة من الله لليهود، الذين يعتبرون أنفسهم "شعب الله المختار".

استنادًا إلى سفر التكوين، (الإصحاح 12:7): " لنسلك أُعطي هذه الأرض"، وإلى سفر الخروج (الإصحاح 6:8): "وأدخلكم إلى الأرض التي رفعت يدي أن أعطيها لإبراهيم وإسحاق ويعقوب".

وبناءً على هذه النصوص، يعتبر اليهود أن أرض فلسطين التاريخية، والتي تشمل أجزاء من العراق وسوريا ولبنان والأردن ومصر، هي حق شرعي لإسرائيل، ولا يسقط هذا الحق بالتقادم، ولا يجوز التنازل عنه بأي شكل من الأشكال، فهو يعتبر عندهم أقدس المقدسات.

من هذا المنطلق، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي على أكبر عملياته العسكرية على أرض فلسطين في أكتوبر/تشرين الأول 1948 اسم "يوآف"، نسبة إلى "يوآف بن صرويا"، قائد جيش داود الذي يوصف في الكتابات الصهيونية بالشجاعة النادرة والتضحية المطلقة من أجل أرض الميعاد.

كما أن حرب "يوشع بن نون" التوراتية شكلت مرجعية رمزية لصعود تيار اليمين المتطرف في إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو، الذي يرى في نفسه امتدادًا للقائد يوشع، الذي خلف النبي موسى في قيادة بني إسرائيل، وقادهم لدخول "أرض الميعاد" بعد أربعين عامًا من التيه والضياع. هذا التيه كان عقابًا من الله على عصيانهم أمره بدخول الأرض المقدسة مباشرة بعد خروجهم من مصر. ونتيجة لذلك، تاهوا في الصحراء، ومات معظمهم، إلى أن ظهر هذا القائد ليقود الجيل الجديد المؤمن، وهي القصة المعروفة بـ "فتح كنعان" في سفر "يشوع" التوراتي، حيث أمرهم الله بغزو فلسطين وإبادة سكانها الأصليين.

على هذا الأساس التوراتي المرجعي، أطلقت إسرائيل على حروبها الاحتلالية لأرض فلسطين، وبالإشارة المرجعية إلى سفر "يشوع" في الكتاب المقدس، اسم "حروب يشوع الجديدة"، وذلك لشحن همم وعزائم اليهود الإسرائيليين، وتذكيرهم بالذاكرة التاريخية، من أجل تبرير كل الأعمال الوحشية التي يرتكبونها في حملاتهم العسكرية، والتي يعتبرونها مجرد استمرار واستكمال لمهمة يوشع بن نون المقدسة ضد الكنعانيين، بل يعتبرون اليهود "الورثة الأصليين والشرعيين" للأراضي المقدسة.

لذا، ليس من قبيل الصدفة أن تكون أسماء واستعارات حروب إسرائيل على غزة ولبنان وسوريا وإيران مستوحاة بشكل حرفي من التوراة، مثل "عملية السور الواقي"، وهو اسم عملية اجتياح غزة عام 2002، والمستوحى من عبارة "هذا السور لنا"، كما ورد في "سفر نشيد الإنشاد، (الإصحاح 8:9). أما العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة عام 2004، فقد حملت اسم "قوس قزح"، الذي يستحضر لدى الإسرائيليين قصة قوس النبي نوح في التوراة للدلالة على الولادة الجديدة.

وفيما يتعلق باجتياح لبنان واستباحة أراضيه، فقد أُطلِق على الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006 اسم "السلام من أجل الجليل"، ولكن هزيمة جيش الاحتلال دفعتهم إلى تغيير الاسم إلى "حرب لبنان الثانية"، على اعتبار أن حرب لبنان الأولى كانت عام 1982.

كما حملت العملية الثانية في نفس العام على لبنان اسم "عملية الحديد البنفسجي"، حيث يرمز اللون البنفسجي إلى زمن المجيء وزمن الصوم الكبير والتضحية. وبالنسبة لعملية "عمود السحاب" عام 2012، فقد استندت كسابقاتها إلى التوراة، حيث استوحي اسم هذه العملية من سفر الخروج، الإصحاح (21:13)، والذي يقول بالحرف: "خروج الرب ليسير أمام بني إسرائيل نهارًا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق".

دائمًا ما يختلط العسكري بالسياسي بالديني في حروب إسرائيل الاستيطانية والاحتلالية. ففي الحرب على غزة عام 2014، أطلق الكيان اسم "الجرف الصامد"، في إشارة إلى نبوءة توراتية واردة في المزمور 91 من سفر المزامير، والتي تتحدث عن دمار فلسطين وقيام أرض الميعاد. ولكن تم تغيير اسم هذه الحرب بعد هزيمة الجيش الإسرائيلي النكراء.

وعلى نفس المنوال، أطلق جيش الاحتلال اسم "حارس الأسوار" على عدوانه على قطاع غزة في مايو/أيار 2021، مستمدًا الاسم ودلالته الدينية من نبوءة أشعياء، الإصحاح (62:6)، والذي ورد فيه بالحرف أن: "على أسوارك يا أورشليم أقمت حراسًا لا يسكتون كل النهار وكل الليل".

وينطبق الأمر ذاته على تسمية العمليات الجوية على سوريا في ديسمبر/كانون الأول 2024 باسم "سهم باشان"، وهو اسم مستوحى من التوراة، ويشير إلى منطقة جنوب سوريا.

وفي هذا الإطار، تأتي تصريحات أعداد كبيرة من الحاخامات اليهود الإسرائيليين في أعقاب كل حرب أو عملية عسكرية، لتضفي على العمل العسكري ضد الأبرياء العزل من الأطفال والشيوخ والنساء طابعًا قدسيًا.

ويعد تصريح الحاخام شموئيل إلياهو للإعلام الإسرائيلي يوم السبت 19 يوليو/تموز 2025 خير دليل على ذلك، إذ يقول: "أذكر أنني كنت في قاعدة تسئيليم يوم السبت، حين وصل جنود عائدون من غزة في ليلة السبت لأخذ قسط من الراحة، كانوا لا يزالون يحملون غبار المعارك على بذلاتهم العسكرية وتمنيت لو يلتصق بي شيء من ذلك الغبار المقدس، شعرت حينها بجلال وروحانية عظيمة، وكأن هناك اتصالًا مباشرًا بالنور الإلهي الأعلى عبر ذلك الغبار… هؤلاء جنود الملك داود، الحضور الإلهي كان واضحًا هناك".

فهل يبقى بعد هذا التصريح مجال للشك في الطابع الديني لحروب إسرائيل الاحتلالية والاستيطانية؟

الأمر لا يقتصر على العمليات العسكرية التي يقوم بها الكيان والمرتبطة بالأراضي التي يزعم أنها تنتمي إلى إسرائيل الكبرى، مثل سوريا ولبنان، بل يشمل، بشكل حتمي، كل الأراضي والدول والأنظمة الإسلامية، طالما أن مفهوم "أرض الميعاد" لا ينفصل عن فكرة عودة المسيح، حيث يعتبر زوال المسلمين جزءًا لا يتجزأ من هذا الوعد.

فقد أطلق الجيش الإسرائيلي على عدوانه الجوي على إيران في يونيو/حزيران 2025 اسم "عملية الأسد الصاعد"، المستوحى من التوراة في أحد نصوص العهد القديم، حيث يقول الإصحاح (23:24 ): "شعب كالأسد يقوم، وكالليث يشرئب، لا ينام حتى يأكل فريسته ومن دم ضحاياه يشرب".

وقبل ذلك بعقود عديدة، أطلق جيش الكيان اسم "بابل" على عملية قصف المفاعل النووي العراقي عام 1981، بدعوى حماية إسرائيل، وهي عملية تتماشى حسب مناحيم بيغن مع المبادئ القومية الإسرائيلية. فالعراق لم يشكل تهديدًا أو يهاجم إسرائيل، وسوريا لم تفعل، ولبنان لم يفعل، وإيران لم تفعل. ولكن المغزى من الدلالات السيميائية لحروب إسرائيل الاحتلالية والاستيطانية في سبيل تحقيق حلم "إسرائيل الكبرى"، و"أرض الميعاد"، و"أرض عودة المسيح المخلص"، يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي يسير على خطى الأنبياء والرسل اليهود بهداية إلهية، كما فعل موسى من قبل، وعلى هديه يسير هذا الجيش المزعوم.

ولذلك، فإن أسماء الحروب الإسرائيلية لا يمكن فهمها بشكل كامل من خلال سياقها العسكري فحسب، بل يجب ربطها بالسياق الديني، لأنها تحمل رسائل دينية مستوحاة بشكل مباشر من التوراة. وهذا ما يجعل الصراع العربي والإسلامي الإسرائيلي صراعًا دينيًا تؤطره سردية غربية، يستحيل فهمها واستيعابها دون ربط الاستشراقي بالديني التوراتي، ودون ربط الاستشراقي والديني بالرأسمالية الاحتكارية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، ودول أوروبا الغربية.

من هذا المنطلق، يتضح أن الحرب الدائرة في المنطقة ليست حربًا عسكرية فحسب، بل هي حرب سرديات متجذرة في مزاعم دينية واستشراقية عميقة. ولذا، لا يمكن فهم هذه السرديات بالعقلانية المجردة، ولا يمكن حلها بموجب القانون الدولي.

طالما أن الصهيونية الدينية تستند إلى قراءة توراتية منحازة ومغرضة، ترى أن "مملكة إسرائيل التاريخية"، والتي تعتبرها حقًا لدولة إسرائيل الحالية، تمتد من النيل إلى الفرات، فإن السيطرة على هذه المنطقة واستعادتها ستظل تعتبر واجبًا دينيًا مقدسًا.

عقيدة عودة "المسيح المخلص"

منذ نشأتها وحتى يومنا هذا، لم تعتبر إسرائيل حروبها في المنطقة بمثابة اعتداء وجور وظلم وترويع لشعب أعزل، بل حروبًا مقدسة، وتعتبر عمليات الاستيطان والاحتلال جزءًا من فريضة دينية توراتية مقدسة.

وبناءً على ذلك، فإن ضم الضفة الغربية، والقدس الشرقية، وأرض الأردن، وشبه جزيرة سيناء، وأجزاء من سوريا ولبنان، وصولًا إلى حدود الفرات، يمثل واجبًا مقدسًا، وتجسيدًا لوعد الله لشعبه المختار. هذا ما يؤمن به على سبيل المثال تيار "غوش إيمونيم"، الذي ظهر في أعقاب حرب عام 1967، وجميع فصائل وتيارات اليمين المتطرف في إسرائيل اليوم.

وعليه، لم يعد حل الدولتين مستحيلاً فحسب، طالما أن هذه السردية تنظر إلى القدس، والحرم القدسي الشريف تحديدًا، بوصفهما مركز نبوءة الخلاص وعودة المسيح المخلص، بل أصبح السلام في منطقة الشرق الأوسط برمته في مهب الريح، ومعه مستقبل دول عربية (من الفرات إلى النيل)، تعتبرها إسرائيل، استنادًا إلى التوراة، جزءًا لا يتجزأ من "أرض الميعاد".

بالطبع، لن تكتمل الرؤية التوراتية المتعلقة بعودة المسيح المخلص إلا بتحرير مملكة إسرائيل، التي يعتبرونها "أرض الميعاد"، من الأعداء والهمج والقتلة والإرهابيين، وهم ليسوا سوى العرب والمسلمين، السكان الأصليين للأرض. ولا توجد صيغة تبريرية للأهداف الخطيرة للصهيونية كافية وشافية، ما لم يتم ربط أبعاد الصهيونية الاستعمارية والاستيطانية بقراءة تحريفية مغرضة للتوراة، تبرر من خلالها أعمال القتل والإبادة الجماعية باسم الدين والمقدسات.

منذ أن قام هذا الكيان بقرار جائر من الأمم المتحدة، تم تفعيل الصهيونية بسردية توراتية "مسيحانية"، بعد إعادة إحيائها من التراث الديني اليهودي. وتتلخص هذه السردية في أن ما تقوم به إسرائيل من حروب استيطانية واحتلالية ليس مجرد عبث أو اعتداء أو إبادة، بل هو تنفيذ لوعد ديني، وإنجاز لمهمة رسولية مقدسة، تتجلى في تهيئة الظروف لعودة "المسيح المنتظر"، أو "المشيح" بالتعبير التوراتي، حيث سيعم السلام والوئام، ويضمن فوز اليهود كافة بجنات الخلد في الآخرة، باعتبارهم "شعب الله المختار". وهم يعتبرون أن قيام دولة إسرائيل هو تنفيذ مقدس لمشيئة الله، وامتداد للعهد الأبدي مع بني إسرائيل.

على سبيل الختم

إن الغوص العميق في فهم الخلفيات المرجعية لحروب إسرائيل التوسعية والاستيطانية، يقودنا بشكل حاسم إلى ضرورة إعادة تقييم سردية الصراع العربي الإسرائيلي، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل خاص، مع التركيز على أهمية المكون الديني ودوره المحوري في هذه السردية. وهذا ما سيجعل النقاش يتمحور حول الفهم الأرثوذكسي اليهودي المتطرف للتوراة، وللنص الديني بشكل عام.

كما سيسلط الضوء على جوانب مظلمة من الحداثة وعيوبها، بل وأقنعتها الزائفة، خاصة وأن الغرب، الذي يقدم دعمه الكامل لإسرائيل، يدعي التمسك بالحداثة والعلمانية، بينما يؤسس في الوقت نفسه لمنظومة استعمارية تقودها دولة دينية استعمارية متطرفة، متوغلة في ممارسات بربرية همجية.

إن الدعوة إلى تفكيك الخطاب الديني الإسرائيلي، وفضح الفهم المغرض والأيديولوجي للتوراة والتلمود، من شأنه أن يسقط الأقنعة عن السردية الغربية الصهيونية بشقيها اليهودي والمسيحي.

ذلك أن الحرب على الخطاب والسردية لا تقل أهمية عن الحرب في الميدان، خاصة وأن تغيير الوعي الغربي والعالمي تجاه إسرائيل يتوقف على إزالة الأقنعة وكشف الحقائق، وعلى رأسها استخدام الدين والألوهية والقداسة لتبرير ممارسات الإبادة الجماعية والاستيطان الإحلالي الظالم.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة